فندق وكازينو ستاردست: أسطورة لاس فيغاس المُظلمة

كان فندق وكازينو ستاردست، أحد أكثر المنتجعات شهرة في لاس فيغاس ستريب، قد فتح أبوابه منذ أكثر من 60 عامًا. اشتهر ستاردست بعلامته النيونية البراقة، وراقصاته الجميلات، وتاريخه المرتبط بعالم الجريمة، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ لاس فيغاس.

حلم توني كورنيرو بفندق ستاردست منذ الخمسينيات، متخيلًا إياه مشروعًا عظيمًا يُتوّج مسيرته الطويلة في مجال صناعة الكازينوهات. كان كورنيرو، وهو مهاجر إيطالي، قد أمضى وقتًا طويلًا في لاس فيغاس. خرج لتوه من السجن بعد أن شرّعت ولاية نيفادا القمار التجاري عام 1931. قبل ذلك، نجح كورنيرو في تهريب الروم في جنوب كاليفورنيا خلال فترة حظر الكحول، لكنه دخل السجن بتهمة التهريب.

في عام 1938، بدأ توني في إدارة سفن القمار قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا، بما في ذلك السفينة الشهيرة S.S. Rex. لُقّب بـ “الأدميرال” لإدارته كازينوهات عائمة. على الرغم من نجاح هذا العمل، إلا أن قوانين كاليفورنيا كانت تحظر القمار. اعتقد كورنيرو أنه بما أن سفنه تعمل خارج حدود المياه الإقليمية، فإن قوانين الولاية والاتحادية لا تنطبق عليه. ومع ذلك، كان لدى حاكم كاليفورنيا إيرل وارين والمحكمة العليا للولايات المتحدة رأي آخر.

في عام 1955، كان بناء فندق وكازينو ستاردست، الذي كان من المقرر أن يضم 1000 غرفة فندقية، يسير على قدم وساق. ومع ذلك، رفضت لجنة ألعاب نيفادا، التي اعتبرت سجل كورنيرو غير مناسب، منحه ترخيصًا لممارسة ألعاب القمار. لذلك، وقّع اتفاقية لتأجير فندق وكازينو ستاردست لمجموعة من المستثمرين بقيادة ميلتون بي. “فارمر” بيج مقابل 500,000 دولار شهريًا.

في 2 يوليو 1958، افتُتح فندق وكازينو ستاردست رسميًا بعرض رائع للألعاب النارية. بألف غرفة فندقية، كان أكبر من أي فندق سابق في لاس فيغاس. كان الحجم، وليس الأسلوب، هو السمة الأبرز للفندق. كانت مساحة الكازينو البالغة 16,000 قدم مربع ضخمة في ذلك الوقت، وكان البار الذي يبلغ طوله 140 قدمًا ويمتد على طول معظم الجدار الشرقي بمثابة سلف لـ Longbar الحالي في فندق The D في وسط لاس فيغاس.

في الستينيات، واصل فندق وكازينو ستاردست توسّعه. أضاف برجًا من تسعة طوابق، ليصل إجمالي عدد الغرف إلى ما يقرب من 1500 غرفة، وعدة مطاعم جديدة. أشهرها كان مطعم المأكولات البحرية موبي ديك ونقطة الجذب البولينيزية أكو أكو. كانت لعبة الكينو أيضًا من ابتكارات ستاردست في الستينيات. كانت تُلعب منذ فترة طويلة في كازينوهات وسط المدينة، لكن ستاردست، تحت إدارة جيري شتاينبرغ، أدخلها إلى الستريب في عام 1967.

في عام 1974، اشترى ألين جليك، وهو مستثمر عقاري في سان دييغو، فندق ستاردست. ومع ذلك، كانت شركته Argent واجهة لعملية غسيل أموال ضخمة لمنظمة إجرامية في الغرب الأوسط. تحت سيطرة Argent، أصبح فرانك “ليفتي” روزنتال، وهو مقامر سيئ السمعة في شيكاغو وميامي، الرئيس الفعلي للكازينو، على الرغم من أنه لم يكن لديه ترخيص لممارسة ألعاب القمار.

أحدث روزنتال العديد من التغييرات في ستاردست، بما في ذلك إنشاء كازينو رياضي، والذي أصبح فيما بعد أحد أشهر ميزات الكازينو حتى إغلاقه. ومع ذلك، فقد أشرف أيضًا على عملية سرقة أموال من ماكينات القمار وألعاب الطاولة، والتي نقلت في النهاية ملايين الدولارات إلى المافيا.

في عام 2006، أُغلق فندق وكازينو ستاردست رسميًا. أصبح المنتجع البديل غير المناسب له، فندق وكازينو Echelon، ضحية للركود الكبير وتوقف البناء. في عام 2013، باعت Boyd موقع ستاردست لشركة Genting Group الماليزية، التي تخطط لبناء Resorts World Las Vegas، وهو منتجع ذو طابع صيني، بتكلفة تقديرية تبلغ 7.2 مليار دولار. على الرغم من أن المستقبل قد يشهد ظهور كازينو آخر على أرض ستاردست، إلا أن مكانة الكازينو في تاريخ لاس فيغاس – والجريمة المنظمة – لن تُنسى أبدًا.